هل يؤخذ من وقف المقبرة شي للاستثمار
السؤال : لي عم فاضل كريم ، تبرع بأرض كبيرة في بلدتنا ( البكيرية ) تبرع بها لتكون مقبرة للمسلمين ، ومساحتها كبيرة وموقعها مناسب ، وبعد ذلك بأيام قليلة عرض عليه أحد الأخيار أن يستثني من هذه الأرض الكبيرة قطعة صغيرة ، تكون على الشارع ليستفاد منها في مجالات الاستثمار ، وتكون وقفاً على المقبرة ومشاريع الخير ، وتسلم مباشرة إلى الجمعية الخيرية بالبكيرية لتتولى متابعتها والإشراف عليها ، حيث إن لذلك مردوداً كبيراً ، ونفعاً عظيماً يرجع على المقبرة واحتياجاتها ، على مجالات أخرى من مجالات الخير والبر ، على أن ذلك لا يؤثر في مساحة المقبرة نظراً لكبرها ، وهو الآن يعرض الأمر على سماحتكم لإرشاده وبيان الحكم في ذلك . فأرشدونا أثابكم الله لما فيه الخير والمصلحة العامة للمسلمين
الجواب :
لا يجوز للذي أوقف الأرض مقبرة أن يأخذ منها شيئاً لغرض آخر ، بل تبقى جميعها مقبرة لموتى المسلمين كما أوقفها ؛ لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعمر رضي الله عنه لما استشاره في أرض له بخيبر : ( تصدق بأصلها ، لا يباع ولا يوهب ) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
فتاوى اللجنة الدائمة 16 / 98